المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الباب الثالث .......... .........ف لسفه



مستر احمد يحيى
04-22-2009, 12:12 AM
الإنسان ومشكلة الحرية من المنظور الدينى الإسلامى

* مذاهب الجبرية والحرية عند المتكلمين
* مذاهب الحرية عند الفلاسفة والمصلحين

الفصل الأول
مذاهب الجبرية و الحرية عند المتكلمين
* ظروف نشأة الفرق الإسلامية *
أ ) ظهور الحركات الفكرية الأولى فى الإسلام :
 حيث كانت هذه الحركات يغلب عليها الطابع الدينى لأنها ارتبطت بمناقشة ما جاء به الدين الجديد من مبادئ أو تعاليم وما تضمنه القرآن الكريم من قضايا وموضوعات لذلك وجه العرب جهودهم العقلية لدراسة هذه القضايا وفهم تلك الموضوعات وذلك لمحاولة إرساء دعائم الدين الجديد .








وقد تمثلت هذه الحركات الفكرية فى حركتين أساسيتين هما :
1 ) تأسيس علم أصول الفقه ونشأة المذاهب الفقهية 2) تأسيس علم الكلام ونشأة الفرق الإسلامية

1) علم أصول الفقه : علم يقوم على استخدام النظر العقلى للاجتهاد فى شؤون الدين واستنباط الأحكام للأحداث التى لم يصرح بذكرها فى القرآن والسنه وذلك قياسا على أحداث أخرى مشابهة أو على قواعد كلية وردت فى القرآن والسنه .
2) تعتبر نشأة المذاهب الفقهية أول حركة فكرية أصلية فى تاريخ الإسلام حيث أنها نابعة من صميم الدين ومرتبطة بظروف المجتمع الإسلامى دون أن تدخلها مؤثرات أجنبية خارجية كالتى حدثت فى الفلسفة الإسلامية فيما بعد .
* من أشهر هذه المذاهب " أبو حنيفة – مالك – الشافعى – ابن حنبل "
1 ) علم أصول الكلام : علم يقوم على المعالجة العقلية للمشكلات الدينية والدفاع عن الإسلام بالحجج العقلية دون الإقتصار على استخدام النصوص الدينية وحدها .


2 ) يعتبر تأسيس هذا العلم هو الحركة الفكرية الأصلية الثانية فى تاريخ الإسلام حيث لم تدخله أى مؤثرات أجنبية إلا فى أواخر عهده وقد إقترن بهذا العلم نشأة الفرق الإسلامية .
~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~
ب) الفرق الإسلامية وموقفها من مشكلة الجبر والإختيار
 لقد ورد فى القرآن الكريم آيات كثيرة ومتنوعة بعضها يوحى بالجبر { وما تشاءون إلا أن يشاء الله } والبعض الآخر يوحى بالحرية فى الإختيار { وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر } وكانت كل فرقة إسلامية ترجع إلى تلك الآيات لتؤيد بها موقفها .
 ولقد تعددت إتجاهات الفرق الإسلامية فى معالجة مشكلة الجبر والإختيار وفيما ياى أشهر ثلاث فرق إتخذت ثلاثة مواقف رئيسية فى حل المشكلة هي :
1) الجهمية : عند جهم بن صفران – نفى حرية خلق الأفعال .
2) المعتزلة : عند واصل بن عطاء – تأكيد حرية الإرادة الإنسانية .
3) الأشعرية : عند ابو الحسن الأشعرى – التوسط بين الجبرية وحرية الإختيار .
الموضوع الجهمية المعتزلة الأشعرية

المؤســـس
الموقف العام


نشأة الفرقة
جهم بن صفوان نفى حرية خلق الأفعال فى الإنسان أى أن الإنسان مجبر على كل أفعاله .

واصل بن عطاء تأكيد حرية الإرادة الإنسانية


كان واصل تلميذا لأحد كبار أئمة السلف وهو الحسن البصرى واختلف معه فى إحدى جلساته فى موضوع مرتكب الكبيرة فقد ذهب البعض على أنه كافر بينما ذهب البعض أنه مؤمن ولكن قرر واصل أنه فى منزلة وسط بين المنزلتين وعندما رفض البصرى هذا الرأى ترك واصل المجلس فقال عنه البصرى لقد اعتزلنا واصل وقد اعتمدت على العقل فى تفسير مشكلة الإرداة .
أبو الحسن الأشعرى التوسط بين الجبرية والإختيار .
~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~

مستر احمد يحيى
04-22-2009, 12:13 AM
الموضوع الجهمية المعتزلة الأشعرية
رأى كل فرقة فى حرية الإرادة
1) الإنسان مجبر فى كل أفعاله لا قدرة له ولا إرادة فالله يخلق الأفعال فيه حسبما يخلق فى سائر الجمادات فلا يوصف بالاستطاعة وتنسب إليه الأفعال مجازا كما تنسب إلى الجمادات .
2) الله تعالى وحده القادر الفاعل الخالق .
3) الثواب والعقاب والتكليفات كلها جبر من عند الله .
4) الله قدر كل شئ فى الوجود منذ الأزل فالله خلق المؤمنين مؤمنين والكافرين كافرين . 1) كان من أصول هذه الفرقة مبدأ العدل الغلهى حيث أن الله كاملا والظلم يتنافى مع الكمال .
2) هذا العدل الإلهى يقتضى توافر الحرية عند العبد حيث أن الإقرار بأن الله تعالى عادلا يستتبع بالضرورة الإقرار أيضا أنه تعالى حين يصدر الأوامر والتكليفات للعباد يعطيهم في نفس الوقت القدرة التى تساعدهم على تنفيذ هذه التكليفات وهذه القدرة تعنى أن الإنسان حر .
3) الثواب والعقاب يفترضان أن يكون الإنسان حر حتى يكون العقاب قائم على العدل فإنعدام الحرية يعنى رفع التكليفات وإلغاء الجزاء فى الآخرة .
4) ولكن إذا كانت حرية الإرادة تعنى قدرة العبد على خلق أفعاله بنفسه فهل هذا يعنى الشرك بالله يرد المعتزلة بالقول بأن الله تعالى عندما خلق العبد خلق فيه أيضا هذه القدرة المحدودة عنده لكى يساعده على تنفيذ التكليفات ليكى يكون الله عادلا فى الآخرة عندما يثيب ويعاقب .
1) بدأ الأشعرى بنقد موقف كل من الجهمية والمعتزلة حيث رفض مساوئ المذهبين ( سلب العبد كل حرية ممكنة وهذا يعنى سقوط التكليفات والجزاءات عند الجهمية – أصبح العبد خالقا مثل الله عند المعتزلة ) بينما جمع مزاياهما ( جعل الله الخالق الوحيد عند الجهمية – حرية العبد تبرر نزرل التكليفات كما تبرر العقاب والثواب عند المعتزلة .
2) ووضع نظرية جديدة لتفسير حرية الإرادة الإنسانية وهى نظرية الكسب وخلاصتها أنه يوجد تلازم واقتران بين إرادة العبد وخلق الله للأفعال حيث يصبح الفعل مكتسب للعبد حسب إرادته دون أن يكون خالقه أى أن العبد حر فى إرادة الفعل ولكن الله هو الذي يخلق هذا الفعل والعبد يتحمل مسؤلية إختياره ومن ثم يكون الله عادلا فى عقابه .
مثال : إذا نوى العبد عمل فعل شرير مثل القتل فإن الله يخلق لهذا العبد كافة الأفعال التى يمكن بواستطها القتل .

مبرراتها
ارتكز فى موقفه إلى تأ*** بعض آيات القرآن الكريم والله وحده هو الخالق والدعوة لحرية الإرادة منافية لوحدانية الله حيث أن هذه الحرية تعتقد أن الإنسان حر فى خلق الأفعال وذلك شرك بالله تعالى الذى هو الخالق الوحيد . قد ارتكزت هذه الفرقة على العقل فى تفسير أمور الدين وفهم آيات القرآن الكريم فى تناولهم لمشكلة حرية الإرادة الإنسانية وذلك فى مقابل الموقف الجهرى عند جهم . لقد عاش الأشعرى فى العصر الذى تنازعت فيه الفرق الإسلامية الأمر الذى أدى إلى تشتت عقول المسلمين حيث كادت غالبية المسلمين تفقد الثقة فى هذه الفرق المتنازعة الأمر الذى جعل الأشعرى يجمع المسلمين ويوحد فكرهم حول مبادئ وسط خالية من التطرف .
~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~

الفصل الثانى

مذاهب الحرية عند الفلاسفة والمصلحين

 ولقد تعددت آراء المفكرين المسلمين بخصوص موضوع الحرية رغم أنها كلها انبعثت من مصدر إسلامى دينى واحد إلا أنها اختلفت فى تفسير حرية الإرادة وفقا لإختلاف ظروف العصر .
 فإن كانت دراسة آراء المتكلمين فى المشكلة مصطبغة بالصبغة الدينية العقلية فإن دراسة موقف الفلاسفة من مشكلة الحرية وذلك من وجه نظر " ابن رشد " اتسمت بالعقلانية .
 كما اتسمت الحرية عند المصلحين وخاصة عند الشيخ محمد عبده بالطابع الإجتماعى والسياسى توافقا مع ظروف العصر .
~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~
1 ) الحرية من وجهة نظر الفلاسفة " ابن رشد "

ظروف عصره ومعالم فلسفته :
1) لقد نشأ ابن رشد فى بيئة دينية وذاعت شهرته فى شؤون الفقه والدين حتى تولى منصب قاضى القضاة .
2) كما تعمق إلى جانب ذلك فى دراسة الفلسفة الإسلامية واليونانية القديمة وعلم الكلام مع تخصص فرح فلسفة أرسطو بالعربية حتى أصبح يلقب باسم الشارح الأكبر ومن ثم نجده طوال حياته الفكرية يسعى جاهدا للتوفيق بين الدين والفلسفة .
3) هجوم الغزالى على الفلسفة ودفاع ابن رشد عنها .
 لقد كانت أهم ظروف العصر وأحداثه فى ذلك الوقت هى : أن النظر الفلسفى أصيب بنكسة كبيرة فى المشرق العربى بسبب هجوم الإمام الغزالى على الفلسفة وحطه من قيمة الفلسفة وتكفيره لكل الفلاسفة المسلمين الذين تأثروا بالفلسفة اليونانية القديمة وذلك فى كتابه " تهافت الفلاسفة " ومن ثم عندما جاء ابن رشد حاول جاهدا أن يدافع عن الفلسفة ويرفع مكانتها ويعيد إليها ويعيد إليها سمعتها من خلال كتابه " تهافت التهافت " .

مستر احمد يحيى
04-22-2009, 12:14 AM
التوفيق بين الفلسفة والدين :
 لقد كان محور جهود ابن رشد فى دفاعه عن الفلسفة يتمثل فى عملية التوفيق بينها وبين الدين وكانت خلاصة آرائه تتمثل فى أن هدف كل من الفلسفة والدين هو الوصول إلى الحقيقة كما أن الدين الإسلامى حث على التفكير وتعقل أمور الحياة والوجود وهو نفسه ما تسعى إليه الفلسفة .
~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~
الموقف تجاه مشكلة الحرية :
 من المنطق التوفيقى شرح ابن رشد فى بحث مشكلة الإرادة الإنسانية وقد بدأ أولا بنقد آراء المتكلمين ثم انتهى بوجهة نظره الخاصة تجاه المشكلة حيث اتخذ لنفسة موقفا توفيقيا وسطا .
~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~
أ ) نقد آراء المتكلمين فى مشكلة حرية الإرادة : ( وتتمثل فيما يلى )
1) الإقرار بصعوبة المشكلة حيث اعترف بصعوبة المشكلة خاصة فى ظل تعاليم الدين الإسلامى .
2) نقد جبرية جهم وحرية المعتزلة :
أ ) عند جهم " الإنسان مجبورا فى أفعاله ومن ثم تسقط الأوامر والتكليفات ومن ثم يتشابه الإنسان مع الجمادات " وهذا غير صحيح .
ب) عند المعتزلة " الإنسان هو الذى يخلق أفعاله بإرادته الحرة ويعنى وجود خالق للأفعال غير الله" وهذا غير صحيح .
3) نقد التوسط الشعرى :
أ ) يؤكد ابن رشد فشل الأشعرى فى التوفيق بنظريته فى الكسب لأن التوسط ليس له وجود فى الحقيقة لأننى عندما أريد عمل معين وأمد يدى لتنفيذ الفعل الفرق بين إرادتى وتحريك يدى لا يعنى أن الله خلق لى الفعل ,
ب) وعلى افتراض صحة هذا الموقف الفرضى فإن ابن رشد يتساءل كيف يحاسبنا الله فى الآخرة عن أعمال نفذناها بأفعال من خلق الله نفسه فالمسؤلية على الإنسان يجب أن تكون كاملة غير منقوصة أبدا .
~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~


ب) وجهة نظر ابن رشد التوفيقية فى الحرية :
 بالرغم من انتقاد ابن رشد للموقف الأشعرى فى التوسط فى حل مشكلة الحرية إلا أنه اتخذ لنفسه موقفا وسطا أيضا حل به المشكلة ولكن بنظره أكثر عقلانية حيث :
1) ميز ابن رشد بين عالمين أساسين فى هذا الوجود :
أ ) عالم الإرادة الداخلية عند الإنسان ب) عالم الظاهر والأسباب الخارجية فى الطبيعة .
2) قرر أن العالم الإرادى الداخلى للإنسان متروك أمره للإنسان يختار ما يشاء من أفعال لكن فى حدود الأسباب التى قدرها الله تعالى على العالم الخار** .
 أما العالم الخار** فهو الذى قدره الله بمشيئته الإلهية ووضع فيه الأسباب والعوائق التى تعرف بإسم القدر والتى تسير وفقا لنظام محكم ومحدد مقدما حسب إرادة الله .
3) ومن ثم يربط ابن رشد بين أفعالن االتى تصدر من عاملنا الإرادى الداخلى وبين عالم الأسباب الخارجية المقدرة سلفا فى الوجود وذلك بقوله " أن أفعالنا لا توجد ولا تتم إلا بتوافقها مع الأسباب المقدرة خارجيا فى العالم فى العالم " أى أن ما يصدر عنا من أفعال لابد وأن يرتبط بعاملين أساسين هما :
إرادتنا الداخلية من جهة , والأسباب التى قدرها الله فى العالم الخار** من جهة أخرى وإن ارتباط العالمين معا يحققان حرية الإرادة للإنسان دون تعارض مع مفهوم القدر الإلهى .
~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~
1 ) الحرية من وجهة نظر المصلحين العرب المحدثين " محمد عبده "
أ ) ظروف عصره ونشأته :
1) لقد عاش فى مصر إبان النصف الثانى من القرن 19 عندما كان العالم الإسلامى فى حالة تدهور مستمر التى انتهت بدخول الإستعمار الأجنبى إلى الشرق العربى الأمر الذى أدى إلى تخلف الدول الإسلامية فى الشرق عن الغرب فى كل جوانب الحياة والمجتمع ثم إمتد هذا التخلف والجمود إلى الحياة الدينية الإسلامية فتوقف التجديد والإبداع .
2) ظهور الأفغانى فى هذا العصر لينشر دعوته إلى يقظة المسلمين وتوحيدهم فى الجامعة الإسلامية ومن ثم تأثر محمد عبده بالأفغانى وصاحبه فى كفاحة ودعوته إلى اليقظة الإسلامية.
~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~

مستر احمد يحيى
04-22-2009, 12:16 AM
 نشأة محمد عبده وكفاحة الإصلاحى 
 نشأ فى مصر وأتم تعليمه فى الأزهر شارك فى ثورة عرابى وسجن ونفى إلى بيروت وباريس تعرف أثنائها على جمال الدين الأفغانى وأصدر مجلة " العروة الوثقى " وعاد ثانية إلى مصر بعد أن احتلها الإنجليز وجه جهوده لإصلاح الأزهر والنهوض بالتعليم الدينى بوصفه أداة لنشر الوعى والدعوة للثورة على الإستعمار والظلم ورغبة فى تجديد الفكر الإسلامى ليواجه بكفاءة تحديات العصر .
~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~
ب) تأثير دعوة الإمام الإصلاحية فى مصر :
 لقد أثرت دعوة محمد عبده الإصلاحية التحررية بقوة فى كثير من تلامذته ومريديه الذين أصبحوا يمثلون مدارس إصلاحية من أبرزها :
المدرسة السياسية " سعد زغلول " – المدرسة الإجتماعية " قاسم أمين " – المدرسة الدينية " مصطفى المراغى " – المدرسة الفلسفية " مصطفى عبد الرازق " – بالإضافة إلى مدارس أخرى تحررية وإصلاحية كان من بين أحصابها " على عبد الرازق – طه حسين " وغيرهم .
~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~
جـ) وجهة نظر محمد عبده فى الحرية :
 كانت فلسفته ذات طابع إجتماعى تأثر فيها بكل ظروف عصره ومجتمعه كما كانت نظريته عن الحرية تعبر عن نهزعته الفلسفية الإصلاحية وكانت خلاصة نظريته كما يلى :
1 ) الإنسان حر بشهادة العقل والشريعة :
أ ) فالعقل السليم يؤكد أن الإنسان حر فالإنسان يختار الأفعال ويزن نتائجها ويقدرها بإرادته وتنسب إلى صاحبها .
ب) كما أن الشريعة الإسلامية قامت على مبدأ حرية الإنسان لأنها جاءت بالأوامر الإلهية والتكليفات الدينية التى تفترض حرية الإنسان فى طاعتها أو عصيانها حيث يترتب على ذلك تحمل المسؤلية ومن الآيات الدالة على حرية الإرادة { كل نفس بما كسبت رهين } { من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها } .
~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~

2) حرية الإنسان ليست مطلقة :
أ ) فحرية الإنسان ليست مطلقة وإنما محدودة ومتناهية وذلك بشهادة العقل لأن هناك قوى أخرى تحيط بنا وتحد من حريتنا وإرادتنا فى كثير من الأحيان .
ب) الحرية المطلقة " لا تناهى الحرية " تتحقق فقط فى الذات الإلهية اللامحدودة دون الإنسان المحدود المتناهى .
~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~
3) حرية الإنسان ليست شركا بالله :
أ ) حاول السابقين تحاشي الشرك بالله فى خلق الأفعال وذلك بالقول الجبرية أو بالقول بنظرية الكسب .
ب) لكن محمد عبده قرر أن حرية الإنسان فى خلق أفعاله ليست شركا بالله لأن معنى الشرك يفوق تأثير قوة الله وهذا غير متحقق فى حالة حرية العبد فى خلق أفعاله المحدودة .
~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~
2) القضاء معناه أسبقية العلم الإلهى :
أ ) يرى محمد عبده أن القضاء ليس حرية جبرية وإنما معناه " سبق العلم الإلهى " لأن الله تعالى يحيط علما بما سيقع من الإنسان بإرادته .
ب) هذا العلم الإلهى لا يحول دون أن يكون الإنسان حر فى أفعاله لأن كل ما يدخل فى علم الله يتحقق بالضرورة .
جـ) ومن ناحية العقل فإن الإحاطة بما سيقع لا تكون ما نعه من الفعل ولا باعثة إليه .
~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~
5) التوكل ليس جبرية ولا استكانه وإنما ثقة بالله تعالى فى السعى والعمل :
أ ) لقد كان التوكل كما يقصده الإمام ثقة بالله تعالى فى السعى والعمل وفقا للإرادة والفعل وليس الجمود والقعود عن السعى .
ب) كان الإمام يريد بذلك استنهاض همم المسلمين الذين ركنوا إلى الخمول وترك العمل تحت ستار الدين وبإسم التوكل حيث كانوا قد إحتجوا على ترك العمل والتوكل بقول الرسول ص : " لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتعود بطانا " فصحح الإمام هذا التفسير الخاطئ لهؤلاء الخاملين فيقول لو صح ما يذهبون إليه لقال عليه الصلاة والسلام " لرزقكم كما يرزق الطير تلبث فى أعشاشها وتفتح أفواها فتصبح خماصا وتمسى بطانا " .
جـ) كانت الغريزة عند الطير تدفعها للعمل والسعى وراء الرزق فإن ما يدفع الإنسان لذلك هو العقل .